جاء والي المدينة عبد الرحمن بن الضاحك يجر خلفه جمعا من العصاة و الخاريجين عن السلطان ، كان قد سجنهم و عذبهم و جعلهم يقرون بكل ما فعلوه و ما لم يفعلوه ، و هاهو يسوقهم هدية للخليفة بمناسبة عهده الجديدو لكن يزيد تأمل وجوههم و استطاع أن يتعرف على عدد منهم رغم التعذيب و الإنهاك و التشويه ، كانوا من أشراف مكة و المدينة ، قال : من هؤلاء ؟ قال ابن الضاحك متفاخرا : إنهم أعداؤك العلويون و المتمردون و المطالبون بالخلافة ، و قد نصرنا الله عليهم ، كان بنو أمية قد قتلوا الكثيرون منهم و لكن كلما قتل إمام ولد من بطن الغيب إمام خفي و كلما قمعوا فتنة اشتعلت أخرى ، و حتى عندما حاصرهم الحجاج بن يوسف داخل الكعبة و رماها بالمنجنيق لم تنه هذه الفعلة البشعة الصراع
قال الخليفة : فكوا قيدهم و أجلسوهم أمامنا لنراهم و يرونا ، و نكلمهم و يكلموننا
قال ابن الضاحك مدهوشا و مستنكرا : و لكن هذا سيجريء أعداءنا علينا ، و أشار له الخليفة أن ينصرف من مجلسه على الفور ، و سرعان ما عزله
كان حلم يزيد أن يعم السلام هذه البقعة من الأرض التي لم تهدأ منذ أن اغتيل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، كان يريد ولاته أن يكفوا عن مطاردة العلويين و تعذيب الأحياء و نبش قبور الموتى ، و أدرك الجميع لحظتها أن هذا الخليفة لن يتغير ، سيظل ذلك الرمح الصلب الذي لا ينحني ، يصحو مع الفجر يصلي بالناس ثم يغشى الأسواق و يتفقد السجون و يرسل الرسائل لولاة الامصار ، ثم يفتح بابه للمظاليم و طلاب الحوائج ، كان لابد من البحث عن نقطة ضعف له تنفذ منها كل الأهواء و الرغبات لعله يلين
Tuesday, September 11, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment