Saturday, December 22, 2007

ديسمبر

عندما تفتح نافذتك في الصباح ليكون الهواء المثلج هو أول ما يرتطم بوجهك ، و ترى المطر يتدفق من السماء ليغسل الشوارع ، منهمرا على رؤوس أطفال تلك المدرسة القريبة ، و ترفع رأسك إلى سماء زرقاء ملبدة بالغيوم متسائلا : ترى من أين ينبثق هذا المطر ؟ و تحاول البحث عن قرص الشمس الذي يتوارى خجلا ، فتدرك أنك في ديسمبر ، و تشعر أن هذا الشتاء ملك لك إلى الأبد .

هذه إلى حبيبتي

العالم الآخر في الضمير البشري

عمر الفرد على هذا الكوكب الأرضي قصير ، و أيامه في هذا العالم الفاني محدودة . و رغبة الفرد في أن يعيش رغبة فطرية ، و حاجاته على الأرض لا تنقضي ، و آماله غير محدودة.

و لكنه يموت !
يموت و في نفسه حاجات ، و يترك على الأرض آماله ، كما يترك من خلفه أعزاء يفجعه أن يفارقهم ، و يفجعهم أن يغيب . فهلا كان لقاء بعد ذلك المغيب ؟
هذه واحدة .

و ينظر الإنسان، فيرى الخير و الشر يصطرعان ، و يشهد معركة الرذيلة و الفضيلة - أو ما يعتقده رذيلة و فضيلة - و الشر عارم ، و الرذيلة متبجحة ، و كثيرا ما ينتصر الشر على الخير ، و تعلو الرذيلة على الفضيلة ، و الفرد - في عمره المحدود - لا يشهد رد الفعل ، و لا يرى عواقب الخير و الشر .
فأما حين كان هذا الإنسان طفلا ، أو حين كان يحيى على شريعة الغاب ، فلا ضير في ذلك ولا ضرار ، إنما الأمر قوة ، و الحياة للأغلب ! و أما حين أخذ ضميره يستيقظ ، فقد عز عليه ألا تكون للخير كرة و ألا يلقى الشر جزاءه ، و الاعتقاد بوجود إلوهية عادلة يستتبع حتما جزاء على الخير و الشر ، إن لم يتم في الأرض في هذا العالم فلابد أن يتم هناك في عالم آخر .
و هذه ثانية .


ثم أيكون مصير هذا الجنس البشري الذي عمر الأرض و صنع فيها ما صنع ، كمصير أي حشرة أو دابة أو زاحفة : حياة قصيرة محدودة لا يتم فيها شيء كامل أبدا ، ثم ينتهي كل شيء إلى الأبد ؟ ...... لقد عز عليه أن يكون مصيره هو هذا المصير البائس المهين .
و هذه ثالثة



من هذه الينابيع الثلاثة التي تفجرت في الضمير الإنساني - واحدا بعد الآخر - فاضت فكرة العالم الآخر ، و كما دل النبع الأول على شعور الإنسان بقيمة الحياة ، و دل النبع الثالث على اعتزازه بجنسه ، و انتظاره أن تحسب القوى الكونية حسابا له ، فلا تجعل ختامه هو هذه الحياة الفردية القصيرة .... فكذلك دل النبع الثاني على استيقاظ ضميره ، و تنبه إحساس العدالة فيه ، و الثقة بمصاير الرذيلة و الفضيلة و الخير و الشر .

و هذه الينابيع الثلاثة هي "الإنسانية" في أعمق أعماقها و أعلى آفاقها .




من مقدمة كتاب "مشاهد القيامة في القرآن الكريم" لسيد قطب
الكتاب يمكن تحميله من هذا الرابط المباشر
http://www.mohdy.name/pdfs/sqotb005.pdf

و هنا الإسلام و مشكلات الحضارة
http://www.mohdy.name/pdfs/sqotb007.pdf

يا ريت نرى مشاركات بعد قراءة الكتاب كاملا

Saturday, December 1, 2007

القصيدة الكتكوتية

بينما كنت غارقا في قراءة كتاب مختارات من طرائف و روائع الأدب العربي لأحمد تيمور - و أنا بالمناسبة أستمتع جدا بمثل هذه الكتب - خطرت ببالي فكرة طريفة ، انتقاما من بعض أصدقائي الذين يكتبون قصائد الحب و الغزل بالعامية ، لأنني أشعر أن كتابة مثل هذه القصائد بالعامية دون الفصحى إهانة شخصية لي ، كأن سبة وقعت فوق رأسي ، المهم فكرت أن أكتب مقطعا بالعامية يصلح بداية لقصيدة ، ثم ندعو الأصدقاء و الأقرباء و الخلان و حتى عابري السبيل كل لإضافة بيت أو بيتين ، و ننتهزها فرصة لكل محبي الفصحى نسخر فيها من هؤلاء الذين يفسدون علينا حياتنا و ينغصون علينا معيشتنا بابتذالهم ، المطلع يقول : لإنك كتكوت براري - بحبك حب قراري
يا ترى من يتحمس لإكمال هذه القصيدة الكتكوتية ؟