Thursday, August 2, 2007

طريق ثلجي

هذه أول قصة كتبتها أحببت أن أفتتح بها مدونتي - إلى أن يفتح الله علي

وحدي أسير في الطريق، يحيطني الجليد من الجانبين ، يملؤني مزيج من خوف وإقدام ....خوفي من المجهول ، وإقدامي لأنني أعرف أن لا سبيل للرجوع.....طريق طويل هو ....لكن ما خياري ؟ تجرني قدماي المتثاقلتان قصرا، وينتابني شعور بأن الأمور حتما لن تكون بهذا السوء ، إن الكثير من أبناء قريتي قد مروا بهذا الطريق قبلي....صحيح أنني لم أسمع منهم ، ولكن يكفيني أنهم لم يقضوا ها هنا مذاق الثلج الأبيض في فمي ، وعيناي لا تريان إلا الجليد على مرمى البصر ، كأن ليس من الألوان إلا الأبيض.....صبرا ، إن الطريق يقترب من نهايته .....أتذكر الساعات الفائتة ، أعود بذاكرتي إلى الوراء يوما.
جالس أنا أرقب خصلات شعري تتساقط أمامي ....لم أمر بمثل هذا من قبل، لذا اعذروا جزعي ، إن سنواتي القليلة في الحياة لم تسمح لي بالكثير من التجارب كما تعلمون. أخرج من عند الحلاق ومنظر الموسى الحاد لا يزال يبرق أمام ناظري ، و أراها ........ هنالك بجوار شجرة السرو كالعادة ، أقترب منها خجلا - ترى كيف تظن برأسي الأصلع ؟ - أستطيع الآن أن أرى الدموع تلتمع في عينيها " ألن أراك بعد اليوم ؟ " _ ". أمي تقول أن لا عودة " _ثوان و تنحدر القطرات من المحجرين.....أنا لا أريد أن أبكي ، ربما لا أراها بعد اليوم " إنني لا أستطيع أن أنساكِ " _ أركض نحو المنزل قبل أن أخضع لضعفي ، أتذكر كم ليلة قضيناها نتقاذف الكرات الجليدية أمام منزلها مع الرفاق ، كيف لي أن أنساها ، أو عينيها المترقرتين بالدمع ، كأمواج البحر. أعبر من الباب بخطوات لا تزال مرتبكة، أرى أمي تعد العشاء" يجب أن تنام مبكرا الليلة " لكني أريد أن أقضي المزيد من الوقت مع إخوتي الصغار......إنني سأفتقدكم كثيرا......لكن لساني يرفض أن يتحرك ....لو نطقت ، لسال كل الدمع المحتجز تحت جفني........أضع رأسي على الوسادة ، و لا أشعر بشيء بعدها. أغرق في سبات عميق ، لأصحو على هزات أمي مع أضواء النهار الوليد......."حان الوقت للرحيل". لا لن أغالب دموعي أكثر ........تجذبني إلى حضنها الدافيء ....هي تعلم أن هذه آخر مرة "سأذهب لأحضر بعض الحليب بنفسي يا أماه" تعرف هي أنني أود أن أودع حيواني الأليف....لطالما اعتنيت به من قبل أن ينتصب على قائمتيه حتى. سأتركه حرا قبل أن أرحل .....الآن لتذهب أينما تشاء آخذ ما أعدته لي أمي في حقيبة ضئيلة الحجم، كي لا تعوق حركة جسدي الأكثر ضآلة .......وأبدأ الرحلة وذكريات ليلة البارحة لا تفارق خيالي.......إنني لن أراها بعد الآن أبدا. ألقي نظرة وأنا أمضي على نافذتها الصغيرة ........ربما أنت الآن غارقة في عالم أحلامك ، ربما كنت فيه معك ، أشاركك قذف كرات الثلج ...... ثم طريقي الطويل من ساحة القرية حتى آخرها من ناحية الجبل ، لطالما خططت لاستكشافك مع الرفاق أيها الجبل ، لكن لم يخطر ببالي أنني سأخطو في طرقاتك وحدي يوما أفيق من تأملاتي لأبصر الباب النحاسي الأصفر.....شديد الارتفاع أنت يا باب ....إنني حتى لا أكاد أتبين تلك النقوش على طرفك العلوي ........أطرق الباب بأناملي الصغيرة، ليفتح لي راهب حليق الرأس مثلي ، غاية في البروز عظامه .....لربما فتح ذات الباب لكل رفاقي الذين سبقوني ......سأراهم اليوم بالتأكيد.......أستدير لألقي نظرة أخيرة على العالم الخارجي.......مهلا ! ......هذا اللاما على المدى هناك ، وجهه جد مألوف....كيف سار خلفي كل هذا الطريق من البيت وأنا لا أدري؟ .....إنه يضرب الصخرة بحافريه ليتناثر الثلج حولها، إنه يودعني " وداعا يا نان تشو .......بلغ سلامي إلى أمي ، و إليها.
.

3 comments:

key of life said...

الف مبروك علي المدونة وطبعا القصه اكتر من روعة وشرف ليا انى اكون اول واحده تعلق وننتظر المزيد

Mohamed Shedou محمد شدو said...

كتبت عن مدونتك الجديدة تدوينة دعائية مخصوصة

المهم ألا ينقطع المطر
! :)

lovely eyes said...

مبروك على المدونة اينعم متاخرة شويه بس مش مشكله والقصة رائعه وجميلة جدا ومنتظرين بعد الامتحانات الجديد كله