Friday, August 31, 2007

عن فلسطين و الوعد

فلسطين : روح العرب الممزق المؤلف مجموعة من الكتاب الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات كتبت على مدى أعوام عديدة و نشرت في مجلة العربي ، و يعتبرالكتاب بمثابة مرآة تظهر آلام الشعب العربي و أحلامه كأمة حية و مسؤولة ، لها آلامها و طموحها حيال القضية الفلسطينية. يعرض الكتاب بداية تاريخ فلسطين و الفلسطينيين و الذي سُلب قبل أرضها ، و تم نشر خرافات و قصص تم تصديقها في الغرب. ثم يستعرض التاريخ "الحقيقي" لفلسطين و تتابع الأمم منذ أواخر القرن الرابع قبل الميلاد مرورا بالحروب الصليبية التي أولاها الصهاينة أهمية كبيرة لما شكلته من نقلة بين الحركة الصهيونية و المستقبل ، حتى أنهم أوجدوا تخصصا في الجامعة العبرية يعني بدراسة الحروب الصليبية. كما يوضح كيف بدأ الإستيطان في فلسطين و بالتحديد في مدينة طبرية في القرن السادس عشر ، ثم أسطورة الهولوكوست. و ينوه لمعاناة مدينة القدس عبر السنين وما يعايشه سكانها من تدهور في جميع مجالات الحياة بالإضافة لعدم التوازن الديمغرافي. و أخيرا يتعرض الكتاب للإنتفاضة الحالية و معاناة الفلسطينيين و أن هذا كله لم يجعلهم يتخلون عن حلمهم بالإستقلال و الحرية، كما يدعو إلى إلتفاف و دعم عالمي لقضية فلسطين عبر جميع وسائل الإعلام و فضح جرائم النظام الإستعماري اليهودي و مساءلته أمام القانون الدولي. الصهيونية بذور سوداء داخل ديانة قديمة من كتاب فلسطين...روح العرب الممزق لقد مرت مأساة الشعب الفلسطيني بعدة مراحل و لعل أولاها هي المرحلة التي انحاز فيها إله العبرانيين إلى بني إسرائيل انحيازا مطلقا في مقابل العداء المطلق المصوب ضد غيرهم من الشعوب و المرجعية الأساسية لهذا الانحياز تستند إلى كتب العبرانيين التي يقدسونها حتى اليوم و منها العهد القديم فنجد إله العبرانيين يوزع أراضي الشعوب المستقرة و منها الشعب الفلسطيني على بني إسرائيل دون وجه حق ( و كان في الأرض جوع غير الجوع الأول الذي كان أيام إبراهيم فذهب إسحق إلى أبيمالك ملك الفلسطينيين إلى جرار و ظهر له الرب ....إلخ إلى أنا قال لأني لك و لنسلك أعطي جميع هذه البلاد و أفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك ) تكوين إصحاح 26 : 1_4و كذلك : و قال الرب لموسى اذهب اصعد من هنا أنت و الشعب الذي أصعدته من أرض مصر إلى الأرض التي حلفت لإسرائيل و اسحق و يعقوب قائلا لنسلك أعطيها و أنا أرسل أمامك ملاكا و أطرد الكنعانيين و الأموريين و الحثيين ...إلخ (خروج 33 : 1_3 ) و إله العبرانيين يحرض موسى قائلا : احترز من أنا تقطع عهدا مع سكان الأرض التي أنت إليها آت لئلا يصيروا فخا في وسطك بل تهدمون مذابحهم و تكسرون أنصابهم ( خروج 34 : 11_16 ) كما أن الأتقياء من بني إسرائيل ما زالوا يرددون : و كلم الرب موسى في عربات مؤاب على أردن أريحا قائلا كلم بني إسرائيل و قل لهم إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم و تمحون جميع تصاويرهم ...و تخربون جميع مرتفعاتهم ...تملكون الأرض و تسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها و تقسموا الأرض بالقرعة بين عشائركم (عدد 33:50_54) إن هذا الإله المنحاز لشعبه المختار لا يكتفي بطرد السكان الأصليين من أجل عيون بني إسرائيل و إنما يحذرهم قائلا : و إن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكا في أعينكم و مناخس في جوانبكم و يضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم عدد 33:55_56إن مهمة هذا الإله هي توزيع أراضي الغير على بني إسرائيل فبعد أن مات موسى استدعى الرب يشوع و قال له : موسى عبدي قد مات. فالآن قم اعبر الأردن أنت و كل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل .كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى . من البرية و لبنان إلى هذا النهر الكبير نهر الفرات. جميع أراضي الحثيين و إلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس تكون تخمكم يشوع1:1_9إن المؤمنين الأتقياء من بني إسرائيل المعاصرين يلغون عقولهم في سبيل التمسك بالنص .فإذا كانت الشعوب المنتمية إلى أوطان لها حدود جغرافية محددة . و اكتسبت هذه الحدود بحق الاستقرار الذي جاء تتويجا لظروف النشأة و البناء و العمل و التشييد ..إلخ، فإن مشيئة إله العبرانيين تقرر سلب أراضي الشعوب التي زرعت و شيدت و تسلميها إلى شعبه المختار : و متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي حلفت لأبائك إبراهيم و اسحاق و يعقوب أن يعطيك مدن عظيمة جيدة لم تبنها و بيوت مملؤة كل خير لم تملأها و آبار محفورة لم تحفرها و كروم و زيتون لم تغرسها و أكلت و شبعت . فاحترز لئلا تنسى الرب الذي أخرجك من أرض مصر بيت العبودية . الرب إلهك تتقي و إياه تعبد و باسمه تحلف تثنية6 :10_13إن الحركة الصهيونية في العصر الحديث التي استهدفت تجميع اليهود من كل بلاد العالم من أجل استيطانهم في أرض ليست لهم و هي الحركة التي انتهت بطرد الشعب الفلسطيني من أرضه هذه الحركة الصهيونية إنما تستند إلى مرجعية الديانة العبرية، فها هي مشيئة إله العبرانيين تقرر : متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها و طرد شعوبا كثيرة من أمامك...إلى أن يقول : لا تقطع لهم عهدا و لا تشفق عليهم ولا تصاهرهم .إياك قد اختار الرب إلهك لتكون شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض تثنية 7 :1_7 و لإنه إله ملاكي (خاص) فهو يكرر ذات المعنى في ذات السفر 9 :1_6 و في غيره من أسفار العهد القديم و العنف الذي يمارسه المتدينون الأتقياء من بني إسرائيل المعاصرين له مرجعيته الدينية في كتابهم المقدس ففي سفر التثنية يقول موسى لبني إسرائيل إنه عند الدخول إلى مدينة لمحاربتها و قبلت الصلح، فإن أبناء الشعب المغزو يتحولون إلى عبيد لبني إسرائيل . أما في حالة رفض الصلح يقول موسى : و إن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها و إذا دفع بها الرب إلهك إلى يديك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف! و أما النساء و الأطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك تثنية 20 :10_15 و إذا كان العهد القديم يمتليء بالحقد على مصر و المصريين فإن لغة العلم تختلف عن لغة الأيديولوجيا و من ذلك أن بسماتيك الأول ( سمح لليهود أن يتدفقوا على مصر و أن ينشئوا لأنفسهم مستعمرة خاصة بهم بل سمح لهم أن يقيموا معبدا لإلههم يهوه بل إنه بفضل تسامح المصريين و رحابة صدورهم عاش اليهود في مصر ) و بعد هذا العطاء و هذا التسامح ماذا حدث (و هكذا انتهت الأمور باليهود أن نسوا لمصر أنها أطعمتهم من جوع و آوتهم من تشرد فردوا لها الجميل نكرانا و كانوا عليها للفرس أعوانا و في حاميتهم جنودا ) و كان لابد أن تزداد كراهية المصريين لليهود بعد أن رأوهم من طول إقامتهم في بلادهم خونة و جواسيس و مثار فتن و أذنابا لأعداء البلادو إذا كان الرحالة الاغريقي هيرودوت (أبو التاريخ ) الذي زار مصر في القرن الخامس ق.م. وصف المصريين بانهم (يزيدون كثيرا عن سائر الناس في التقوى) فإن العالم الكبير سيغموند فرويد يؤكد على ذات المعنى بعد حوالي 2500 سنة من شهادة هيرودوت عندما وصف المصريين القدماء بأنهم (ودعاء) بينما وصف الساميين بأنهم همج و أن الشعب اليهودي قد قيض له القدر سلسلة من الامتحانات القاسية و التجارب المؤلمة و من ثم صار إلهه إلها صلبا قاسيا متدثرا بالكآبة )و لأن فرويد عالم يحترم لغة العلم فقد كتب (رغم أنه موسوي الديانة ) ليس بوسع أي مؤرخ أن ينظر إلى القصة التي ترويها التوراة عن موسى و الخروج بأكثر من أنها أسطورة دينية ) و ذلك لمصلحة اتجاهاتها الأيديولوجية ....إلخ ثم أضاف في نهاية الفقرة : و لكننا لا نستطيع أن نبقى بغير اكتراث عندما نجد أنفسنا في تعارض مع البحوث التاريخية اليقظة لعصرنا لقد قفز باعتقادي قفزة واسعة و انتقلت من ضرورة التفرقة بين اليهودية كدين و الصهيونية كفكر إلى عدم الفصل بينهما و أن الثانية ما هي إلا تتويج للأولى أو على نسق الصيغة الماركسية الشهيرة أن الصهيونية هي أعلى مراحل اليهوديةو إذا كان الأصوليون اليهود يستندون إلى العهد القديم في تمسكهم بأرض الميعاد و طرد الشعب الفلسطيني من أرضه فلمصلحة من يدعي بعض الكتاب المصريين ذوي الصيت الإعلامي_ الثقافي أن يهود اليوم غير يهود الأمس، استنادا إلى عنصر الأنثروبولوجيا و لماذا لم يسأل هؤلاء الكتاب أنفسهم إذا كان يهود اليوم غير يهود الأمس فلماذا يرددون في صلواتهم : قال موسى يقول الرب إني نحو نصف الليل أخرج وسط مصر ، فيموت كل بكر في أرض مصر ، من بكر فرعون الجالس على العرش إلى بكر الجارية التي خلف الرحى و كل بكر و بهيمة و يكون صراخ عظيم في كل أرض مصر لم يكن مثله و لن يكون مثله أيضا ! كما أن هذا الإله المنحاز يخاطب شعبه المختار قائلا : و يكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها . فأرى الدم و أعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر و يكون هذا اليوم تذكارا فتعيدونه عيدا للرب في أجيالكم تعيدونه فريضة أبدية الخروج 11 : 4_7 و 12:13_14و إذا كان صهاينة اليوم غير يهود الأمس فإلى من ينسب الباحث العهد القديم الذي يستمسك به الأصوليون في اسرائيل اليوم ، و يرددون في صلواتهم بكل خشوع المؤمن : فخلص الرب في ذلك اليوم ، إسرائيل من يد المصريين و نظر إسرائيل للمصريين أمواتا على شاطيء البحر خروج 14:30_31و أيضا فقرات من سفري العدد و التثنية و هما مثل باقي أسفار العهد القديم يبخان سما على الفلسطينيين و غيرهم من الشعوب :و علمت أن الله هناك/أحكم فرعون و جنوده الحصار فخرجت جنود الله كل رجل بسلاح ، و تحول البحر لهم يابسة ،و عبرته طائفة مقدسة و تغنى كل رجل و امرأة أغنية حتى من في بطن أمه غنى ...فهل هناك شكأن المسألة ليست مسألة أنثروبولوجيا بل هي مسألة اعتقاد ديني مستمد من العهد القديم ذلك الكتاب الذي يعلي شأن إله دموي لصالح شعب أكثر منه دموية .و هناك العديد من الآيات في العهد القديم تطفح بالحقد على مصر و المصريين لدرجة تحويل أرض مصر و نيلها إلى دم و بعوض و ذبان ...إلخ و إلى درجة التحريض على سرقة المصريين و التحريض على قتل كل بكر في أرض مصر من بكر الناس إلى بكر البهائم فإذا كان الأمر كذلك كيف نفصل بين صهاينة اليوم و يهود الأمس ؟ خاصة أن إسرائيل ليس لديها خريطة تحدد حدودها منذ إنشائها في عام 1948 حتى اليوم ، بل أكثر من ذلك فإن الأصوليون اليهود مازالوا يفرضون على الأجيال الجديدة أن تردد في طابور المدرسة الصباحي و في صلواتهم في المعابد الآية الشهيرة التي تنص على : في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام (إبراهيم في ما بعد) قائلا أعطي لنسلك هذه الأرض ، من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات ! تكوين 15:18 و لو أن أي صهيوني استخدم عقله لعرف أن هذا الإله العبراني صناعة يهودية خالصة لأن التخريف و الهراء دليل على هذا الكذب السافر، لأنه من المعلوم أن نهر النيل أكبر من الفرات ( حوالي 6640 كم في حين أن الفرات 2330 كم منها 1200 كم في العراق و 675 في سوريا و 455 في تركيا فلو أن هذا الإله العبراني رأى نهر النيل أو لو أنه كان يعرف أبسط المعلومات الجغرافية التي يعرفها تلميذ في المرحلة الاعدادية لما وقع في هذا الخطأ الذي يدل على الكذب و هو يلجأ إلى الكذب حتى يهب أراضي الغير لشعبه المختارأتوقف عند هذه النقطة من الفصل لأني لا أستطيع أن أقبل التعميم على كل اليهود سواء يهود الأمس أو اليوم و أعتذر عن لغة الكاتب و حميته على إله اليهود
http://www.alarabimag.com/arabi/Data/2007/7/1/Default.xml

1 comment:

Mohamed Shedou محمد شدو said...

اقتراحي يا محمود أن تلخص بأسلوبك أنت الخاص بدلا من نقل المقالات كما هي
وأنا على يقين أن ذلك سوف يكون أفضل للقاريء ولك وسوف يتيح لك أن تضع من فكرك أنت وأسلوبك في عرضك لما يكتب الآخرون