Monday, August 6, 2007

لا تصالح

بما أنني في فترة امتحانات - السنة الخامسة بكلية الطب - و هذه الفترة تبدأ قبل ميعاد امتحان الباطنة بحوالي 3 شهور ، طبعا يبدو هذا من العجائب لباقي الطلبة الجامعيين ، المهم مما لا يخفى على طلبة الطب أن فترة الامتحانات هذه تتركنا في درجة من ضحالة الخيال و جفاف الفكر أجاركم الله من مثلها ، لذا فكرت أن أكتفي بنقل أبيات شعر و قصائد أحبها و تأثر بي جدا ، و هكذا أنأى بنفسي عن عذاب التفكير في تدوينات جديدة بل أمارس دور المطبعجي أو ربما آلة الطباعة ذاتها ، هذه مقاطع من لا تصالح لأمل دنقل كتبها ليعبر عن موقف المثقفين - و الشعب كله - من السلام مع إسرائيل

لا تصالح

لا تصالح و لو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
و أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى ... ؟ هي أشياء لا تشترى
ذكريات الطفولة بين أخيك و بينك
حسكما - فجأة - بالرجولة
هذا الحياء الذي يكبت الشوق حين تعانقه
الصمت - مبتسمين - لتأنيب أمكما
و كأنكما ما تزالان طفلين
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
أن سيفان : سيفك
صوتان : صوتك
أنك إن مت :للبيت رب
و للطفل أب
هل يصير دمي بين - عينيك - ماء ؟
أتنسى ردائي الملطخ بالدماء
تلبس - فوق دمائي - ثيابا مطرزة بالذهب ؟
إنها الحرب ! قد تثقل القلب
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح !ولا تتوخى الهرب


2

لا تصالح على الدم .... حتى بدم
لا تصالح ... و لو قيل رأس برأس
أكل الرؤس سواء ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟
أعيناه عينا أخيك ؟
و هل تتساوى يد ... سيفها كان لكبيد سيفها أثكلك ؟
سيقولون :جئناك كي نحقن الدم
جئناك كن - يا أمير - الحكم
سيقولون : هانحن أبناء عم
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
و اغرس السيف في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسا ،و أخا ،و أبا ،و ملك !

3
لا تصالح
و لو حرمتك الرقاد
صرخات الندامة
و تذكر
( إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد و لأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة (أن بنت أخيك زهرة تتسربل - في سنوات الصبا -بثياب الحداد
كنت إن عدت تعدو على درج القصرتمسك ساقي عند نزولي
فأرفعها و هي ضاحكة
فوق ظهر الجوادهاهي الآن صامتة
حرمتها يد الغدرمن كلمات أبيها
و ارتداء الثياب الجديدة
من أن يكون لها - ذات يوم - أخ
من أب يبتسم في عرسها
و تعود إليه إذا الزوج أغضبها
و إذا زارها يتسابق أحفاده نحو أحضانه
لينالوا الهدايا
و يلهوا بلحيته و هو مستسلم
و يشدوا العمامة


4
لا تصالح و لو توجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيك ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك
فلا تبصر الدم في كل كف ؟
إن سهما أتاني من الخلف
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وساما و شارة
لا تصالح و لو توجوك بتاج الإمارة
إن عرشك : سيف و سيفك : زيف
إذا لم تزن -بذؤابته- لحظات الشرف
و استطبت الترف

1 comment:

Mico Mark said...

مبروك المدونة يا دوك ... فكرتنا بالقصيدة الرائعة

ولا تنسى ... لا تصالح من قهروا وطنك ايضا وهم يقنعوك انهم ... فقط ... يحكموه