هذه اللحظات المؤثرة التي تلت طعن عبد الرحمن بن ملجم لأمير المؤمنين علي ، تذكرتها و أنا أحكي قصة فتنة مقتل عثمان و كربلاء لصديق ، و أحببت أن أنقلها هنا عسى أن تنفع المؤمنين
علي: {للحسن}النفس بالنفس يا حسن ، فإياك و المثلة ولا ألفينكم تسفكون دماء المسلمين و تقولون: قتل أمير المؤمنين! ..لا يقتلن إلا قاتلي
علي: {للحسن}النفس بالنفس يا حسن ، فإياك و المثلة ولا ألفينكم تسفكون دماء المسلمين و تقولون: قتل أمير المؤمنين! ..لا يقتلن إلا قاتلي
الحسن: نعم يا أبت
علي: مالك تبكي؟ و الله لقد أرحت و استرحت
الحسن: و حقك لا يريح موتك أحدا، و إنما تورث المسلمين عناء و خلافا ما أرى أنهما سينقضيان
الأشتر: يا أمير المؤمنين، إن مت نبايع الحسن ؟
علي: كف عني يا أشتر! فقد سئمت هذا الأمر كله
الأشتر: ألا تستخلف؟
علي: لا وربك لا أستخلف، و لكن أترككم كما ترككم رسول الله
الأشتر: فما تقول لربك و قد تركتنا هملا؟
علي: أقول اللهم استخلفتني فيهم ما بدا لك ، و فعلت بي ما بدا لك ، ثم قبضتني و تركتك فيهم تفعل ما بدا لك {يشتد به الوجع} ضعفت عن أمركم فاختاروا من شئتم
الحسن: واكرب أبي !
الحسن: واكرب أبي !
علي: ليس على أبيك كرب بعد اليوم يا حسن ...ألا و الله لو قد أعفيت من هذه الفتنة لغيرت أشياء ، و لتركت الدنيا أفضل مما وجدتها ... و لكن الله قضى بغير ذلك ...و الحمد لله على ما قضى ... قد ابتلاني بمن لا يطيع ولا يجيب ... و إنه لعهد النبي إلي أن الأمة ستغدر بي بعده
الأشتر: ثواب الله خير من الدنيا يا أبا الحسن
علي : نعم هو ذاك ... هو ذاك {يتوجع} اللهم أعني على سكرات الموت ..لا إله إلا أنت ..لا إله إلا أنت ...لا إله إلا أنت
الحسن : أبت !
علي : و الله ما رضيت بقتل عثمان ، ما رضيت بقتله ولا مالأت ، و أنت على ما في قلبي شهيد
الأشتر : هون عليك
علي : إن كانت الرعايا قبلي لتشكو ظلم رعاتها ، و إني لأشكو إلى الله ظلم رعيتي ...و لكن المتاع بهذه الدنيا قليل {يموت}
الحسين : أبتاه ! أبتاه !
الحسين : أبتاه ! أبتاه !
الأشتر : مات أمير المؤمنين يا حسن
الحسن : في جنة الخلد يا أبت ! ألا لقد كنت أمس أنطق منك اليوم ، و أنت اليوم أوعظ منك أمس ، فوربي لا أطلب رزق الدنيا بعدك
{يدخل معاوية}
معاوية : أحقا ما سمعت ؟{يوميء له الحسن بالإيجاب}
معاوية : {يجلس إلى جثة علي} عز و الله علي مصرعك يا علي .. أما و الله لو شهدتك لآسيتك و لدافعت عنك ، و لو ظفرت بالذي قتلك لأحببت ألا يزايلني حتى أقتله أو ألحق بك ، ألا إن كان عدوك و جارك ليأمنان بوائقك ، و إن كنت لمن الذاكرين لله كثيرا {يبكي}
الأشتر : بالأمس تطعن عليه ، و اليوم تبكيه ؟
معاوية : أحقا ما سمعت ؟{يوميء له الحسن بالإيجاب}
معاوية : {يجلس إلى جثة علي} عز و الله علي مصرعك يا علي .. أما و الله لو شهدتك لآسيتك و لدافعت عنك ، و لو ظفرت بالذي قتلك لأحببت ألا يزايلني حتى أقتله أو ألحق بك ، ألا إن كان عدوك و جارك ليأمنان بوائقك ، و إن كنت لمن الذاكرين لله كثيرا {يبكي}
الأشتر : بالأمس تطعن عليه ، و اليوم تبكيه ؟
معاوية : إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه و فضله و خيره .. ويحكم ! إنكم لا تدرون ما فقد الناس من العلم و الفضلالحسن : رجل ما سبقه أحد كان قبله ، ولا يدركه أحد يكون بعده ، كان أعبد أهل الأرض و أزهدهم و أعلمهم و أخشاهم لله ، الدنيا أهون عليه من الرمال في يوم عاصف ، و الموت أهون عليه من شرب الماء ، كان نعم الخليفة لو أعفي من المساومة و الإسفاف ، و لكن الله لم يعفه منهما ، فأخفق حيث يشرفه أن يخفق و حيث يعيبه أن ينجح
معاوية : و تلك آية الشهيد
الحسن : يا معاوية ، و الله لأن نحقن دماء المسلمين خير من إراقتها ، و إني لمبايعك و غير منازعك في الإمرة ، و انا بذاك راض مستبشر
الأشتر : و يلك ! أجننت ؟
الحسن : لا تؤنبني رحمك الله . و الله لا أجد في صدري حرجا ولا تلوما ، و قد سمعت رسول الله يقول "لا تذهب الأيام و الليالي حتى يملك معاوية" و ليس في نيتي أن أقاتل أحدا
الأشتر : و تكون حياة أبيك قد ضاعت هباء ؟
معاوية : لا و الله يا أشتر . ما ضاعت حياته هباء . فدعونا حتى ألتقي أنا و هو عند الله يحكم بيننا . فوالله ما فعلت ولا فعل غير أن أطاع كل منا ضميره ... لعمري إني أعلم أنني لست خير الناس ، و إن فيكم لمن هو خير مني ، و لكني خير الناس للناس ، فعسى أن أكون أنفعكم ولاية ، و أدركم حلبا ، و أنكاكم في عدوكم ، و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم .. و قد كانت بيني و بينكم ضغائن ، فجعلت ذلك دبر أذني و تحت قدمي ، لا أحمل السيف على من لا سيف له ، ولا أحول بين الناس و ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا و بين ملكنا .. قولوا لأهل العراق إني قد عفوت عن قتلة عثمان . قولا لهم إني أعلم أنهم لا يسرون بولايتي .. و لكننا سنظهر لهم حلما تحته غضب ، فإن أظهروا لنا طاعة تحتها حقد ، فقد رضينا بذلك ، و بعناهم هذا بهذا ، فإن نكثوا نكثنا ، ثم لا ندري أتكون الدائرة لنا أم علينا ، أستغفر الله لي و لكم . أستغفر الله